حكمة الاسبوع
سئل رسول الله(صلعم)
: مالعصبية ؟
قال:"أن تعين قومك على الظلم"

حدث ثقافي
توقيع كتاب عن الشيخ الشهيد راغب حرب بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثون لمؤلفه الدكتور نسيب حطيط . يوم الثلاثاء تاريخ 18 شباط 2020 الساعة الرابعة بعد الظهر .. قاعة المؤتمرات في مطعم فانتزي ورلد طريق المطار الجديد

البحث



عدد الزوّار الإجمالي


1583628 زائر

الارشيف


المعرض


التصويت

هل انت مع العقوبات الخليجية على لبنان؟

نعم

لا
24/7/2023

المصدر: النّسيب
عدد القرّاءالاجمالي : 210


الإمام الحسين وأهل بيته واصحابه في نظر المستشرقين نسيب حطيط

بحث مقدم الى مؤسسة وارث الأنبياء للدراسات التخصصية في النهضة الحسينية التابعة للعتبة الحسينية المقدسة،
المؤتمر العلمي الدولي (الإستشراق والإمام الحسين -ع-).


بسم الله الرحمن الرحيم

(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)
سورة الأحزاب -آية رقم 33.

اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ
وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْنِ.
مقدمة.
ان الغزو الثفافي يسبق عادة الغزو العسكري، وذلك بهدف فهم العقائد والتقاليد والسلوكيات التي تعتقدها شعوب الدول المُستهدفة بالغزو، للتمكن من فهم المحفّزات الثقافية والدينية او القبلية التي تحرك الجماعة وتقودها، بالإضافة لمعرفة الرموز المقدسة وهيكلية القيادة الدينية او القبلية او السياسية ودراستها للتمكن من اختراقها وزعزعة مفاهيمها، او استعمالها بطريقة ذكية لقيادة الجماعة عبر تأويل المفاهيم او تنصيب قيادة دينية او سياسية تابعة للمستعمر، تمثل العقيدة التي يؤمنون بها بدل القيادة الدخيلة او الأجنبية ،فيتمكن المستعمرون من السيطرة على الجماعة بقيادة محلية بدل القيادة الأجنبية التي تستفز الجماعة فتكون القيادة المدجّنة بديلاً للغزو والسيطرة بالقوة .
لقد شكّل الدين الإسلامي هدفا للمستعمرين الأوروبيين وفي مقدمتهم بريطانيا وفرنسا ، لمعرفة اسسه وبنيانه العقدي والفكري ,والبحث عن مكامن القوة والوحدة ونقاط الضعف والاختلاف للتخطيط للسيطرة الناعمة الثقافية على الفكر الديني، وترويضه او تدجينه وتلقيحه بافكار وسلوكيات التشويه والانحراف، واظهارها انها من مبادئ الدين ومرتكزاته مع صفتها القشورية وجعلها في بعض المرات ميزانا للإيمان والتقوى !
بدأت عمليات البحث ومحاولات التعرّف إلى اديان وعادات وثقافات الشرق، ابتداء من "الهند" التي استعمرتها بريطانيا وحاولت العمل على تغيير هويتها الدينية الى المسيحية ، ويذكر الدكتور قاسم السامرائي في أن "الاستشراق الهولندي لا يختلف عن الاستشراق الأوروبي في أنه انطلق مدفوعاً بالروح التنصيرية، وأن هولندا كانت تدور في الفلك البابوي الكاثوليكي" . او على الأقل فهم ديانتها المتعددة وتمددت الخطة البريطانية الى الدول العربية واُسندت هذه المهمة بداية الى ضباط، ثم الى باحثين وكانت اغلبيتهم من القساوسة بعناوين اكاديمية تضليلية، وللتضليل وتسهيل مهمة هؤلاء الذين عُرفوا "بالمستشرقين" وهم في الحقيقة يكمن وصفهم "بجواسيس الفكر" .
اهداف البحث.
لابد من تحديد اهداف البحث للتمكن من تحديد المسار البحثي والتحليلي والإستقرائي لمواقف المستشرقين والمستعربين ويمكن ان تتنوّع اهداف البحث لتحديد ومعرفة اهداف المستشرقين وفق الآتي:
هل لتثبيت عظمة الامام الحسين(ع)؟
هل للاطلاع على موقف غير المسلمين من الامام الحسين وخاصة الاوروبيين وغيرهم....وتصحيح الالتباسات والتشويهات؟
هل للرد على الافتراءات والتزوير؟
هل لتأسيس خط (استغرابي) لتعريف الآخرين بالامام الحسين وكربلاء؟
اذا كان الهدف تأكيداً لعظمة الامام الحسين وعلوّ شأنه الديني والانساني والقيَمي والفدائي ...فهذا استجداء لمديح لا يقدم شيئا جديدا ...فالإمام الحسين يمتلك اسمى ميدالية ومديح لا يمكن الوصول اليها وهو قول رسول الله الأكرم (ص) (حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنْ الْأَسْبَاطِ) والحديث الآخر(الحَسَن والحُسَيْن سَيِّدا شَباب أهْل الجنة) والجنة الالهية "جنة واحدة" لكل خلق الله سبحانه من الأولين والآخرين الذين عبدوا الله مخلصين، وبالتالي فإن الامام الحسين سيد شباب اهل الجنة لمن قبله ولمن بعده ويكفيه ذلك فخرا وعزّا ومديحا..وتعريفاً!
ان الهدف هذا البحث هو الاطلاع على آراء المستشرقين وتحليل اهدافهم ومواجهة الافتراءات والتزوير والتشويه ..وتصحيح المفاهيم المغلوطة لحركة الامام الحسين الاصلاحية التي حاول بعض المستشرقين حصرها بهدف دنيوي وشخصي، وهو استلام السلطة بالاضافة لوجوب تأسيس حركة "استغرابية" للدفاع عن الحركة الحسينية والمدرسة الإمامية المتمثلة بأهل البيت (ع) الذين اوصى رسول الله (ص) بوجوب المودة لهم (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ) لتحقيق هدفين اثنين:
- تأسيس منهج "استغرابي" يتحدث الى الآخرين بلغاتهم لتعريفهم بالاسلام اولا وبمدرسة اهل البيت (ع) ثانيا
- الرد على التزوير والافتراءات الفكرية والعقدية
- تبرئة "المذهب الشيعي" من بعض السلوكيات والأفكار التي تقترب من الخرافات والأساطير حتى التصادم مع بعض مصاديق التوحيد ، وذلكمن باب الإشتباه او الالتباس او العاطفة غير المنضبطة التي تفر من ضوابط العقل والعقيدة .
- الإضاءة على موقف واراء وابحاث المستشرقين عن دور المقامات والأضرحة وتاثيرها على صناعة الهوية الشيعية والفكر السياسي والسلوكي والعاطفي للمسلمين الشيعة .
الإستشراق السياسي-الجاسوسي.
يمكن القول ان منظومة الإستشراق قد بدأت في القرن السادس عشر الميلادي وان كان قد سبقها في القرن الحادي عشر مبادرات إيطالية اتجهت في سوادها الأعظم نحو العلوم الإسلامية عبر جامعات (..بولونيا ومنيسا....) الا أن حركة الاستشراق التي قادتها بريطانيا ظهرت بشكل واضح في القرن السادس عشر والسابع عشر والتحقت بها كل من فرنسا وألمانيا وهولندا التي استعمرت "اندونيسيا" حيث يؤكد الباحث والمستعرب البريطاني" ليزلي ماكلوغلين" ( Leslie McLoughlin) في كتابه." المستشرقون البريطانيون في القرن العشرين " ان "المستعربين البريطانيين على وجه الإجمال لعبوا أدوارا مهمة في الشؤون البريطانية العربية سواء في سنوات الحرب أو السلم، وكانوا على الدوام قريبين من دوائر صنع القرار، وقد احتلوا وظائف ومراكز في وزارات الخارجية كمستشارين أو سفراء، وكثير منهم قد تحول إلى الجاسوسية؛ إما بعد الخدمة في المؤسسات الحكومية أو من دون المرور بها. وهناك بالطبع شريحة واسعة منهم قد انخرطت في صلب العمل التجسسي والعسكري وذلك في أوج نفوذ الإمبراطورية البريطانية في المنطقة. ويقول ماكلوغلين في مقابلة مع (BBC ARABIC)) أتذكر زملائي في دراسة اللغة العربية عام 1960 كانوا من القوات البريطانية المسلحة من الجيش والبحرية والقوات الجوية)
ويقول المستشرق ماكلوغلين: " تأسست الدراسات العربية في أوكسفورد سنة 1636م وفي كامبردج سنة 1632م وكان الدافع الأساسي وراءها دينيا تبشيريا، أي للتعرف على لغة الشرق وتسهيل مهمة التبشير المسيحي هناك". ومن المثير حقا -كما يورد المؤلف- أن تتضمن رسالة رئيس جامعة كامبردج إلى السير توماس آدمز مؤسس كرسي الدراسات العربية في كامبردج نصا يقول: إن الحافز على تأسيس ذلك الكرسي هو "نشر الدين المسيحي في أوساط الذين يعيشون الآن في الظلام". والشيء الملفت للانتباه هو أن الغالبية العظمى من العلماء الذين اهتموا بالعربية ودراساتها كانوا من رجال الدين المسيحي ومرتبطون بالكنيسة أولا، ثم تحولوا إلى الجامعات والأكاديميات. وهذا كان حال أول بروفيسور للعربية في أكسفورد إدوارد بيكوك (1604-1691)، ثم جاء من بعده ابنه الذي انخرط أولا في السلك الكنسي ثم انتقل إلى حقل الدراسات العربية.
وقد أصدر الكاتب البريطاني) ليزلي ماكلوغلين- Leslie McLoughlin ( في العام 1993ميلادي ، كتابا ً بعنوان "عش الجواسيس" A Nest of Spies ) ( يشرح فيه بصورة تفصيلية ّعن مدرسة للغة العربية أنشأها البريطانيون باسم ( مركز الشرق الأوسط للدراسات العربية) واختصارا(MECAS) ، بداية في 1944م القدس عام ثم انتقلت إلى لبنان عام 1948 عند اندلاع الحرب في فلسطين. أعيد إنشاء المركز في قرية"شملان" في قضاء الشوف ، ما أدى إلى أن يعرف المركز في لبنان بلقب جديد غير رسمي وهو «مركز شملان». كما ساد في الأوساط اللبنانية غير الحكومية، وأن هذا المركز لابد وأن يكون "عشاً للجواسيس" لا سيما وأنه يتبع وزارة الخارجية البريطانية ويدرِّس الديبلوماسيين البريطانيين اللغة العربية.ويتحدث الكتاب عن قصة هذا المركز، وقصة كاتبه في تجربته اللبنانية.
بالمقابل تمّيز الاستعراب الروسي .وليس الاستشراق الروسي (بسبب توصيف الروس لأنفسهم بانهم مشرقيون وفق ال "بلوندين" ( نحن الروس، وجميع الذين في الساحة الروسية القيصرية السابقة، نحن شرقيون بأنفسنا، وجزء من أراضينا موجود في آسيا، وثلثا حدودنا مع دول آسيوية مثل تركيا والصين، وكذلك المناطق الإسلامية التي كانت قديماً ولايات للخلافة العربية)
ويتميز "الاستعراب" او "الاستشراق الروسي" "مجازاً" عن الاستشراق الأوروبي انه كان استشراقا ثقافيا وعلميا ولم يكن استشراقا دينيا او سياسيايا، وتقول بعض المصادر: ان أول مطبعة بالحرف العربي قد أسّست في روسيا في عام 1722 ميلادي في مدينة "سامارا" على الفولغا وصدرت حوالي 15 ترجمة للقرآن الكريم الى الروسية كان أولها عام 1716م بأمر القيصر بطرس الاكبر (المترجم مجهول).
الظهور السياسي المعاصر للشيعة.
لقد بدأ ظهور الدور السياسي والفكري للمسلمين الشيعة بعد نشوء الدولة الصفوية في ايران، وتحوّل ايران الى المذهب الشيعي وتفجّر ثورتي التنباك"نهضت تنباکو" في ايران عام1891م التي انفجرت بعد فتوى المرجع الميرزا محمد حسن الشيرازي الذي كان يقيم في "سامراء_العراق" حيث اصدر فتوى كان نصها " بسم الله الرحمن الرحيم: اليوم استعمال التنباك والتوتون باي نحو كان بحكم محاربة امام الزمان عجل الله فرجه" وثورة العشرين عام1920 م في العراق والتي قادها مراجع وفقهاء الشيعة ضد الإنكليز والتي ثبّتت دور علماء الدين في الحياة السياسية في ايران، وإقرار الدستور ثم انتفاضة 15 خرداد 6 يونيو 1963 بقيادة الامام الخميني ومن بعدها انتصار الثورة الإسلامية عام 1979ميلادي وبعد ثورتي التنباك والعشرين تم تسليط "الأضواء الإنكليزية" على المذهب الشيعي ودور علماء الدين والمراجع وماهية الفتوى وصولا الى دور العتبات المقدسة والمساجد في العمل السياسي والعسكري والديني وصولا الى شخصية الامام الحسين(ع) وثورة كربلاء ودورها في صياغة وارشاد العقل السياسي الشيعي الذي يمتهن الاستشهاد في لحظات مفصلية دفاعا عن الدين وأهله ..
كان البريطانيون السباقين في اطلاق منظومة "الاستشراق" خدمة لمشروعهم الاستعماري ولأنهم اول من تلقى ضربات موجعة في البلدين اللذان يقطنهما غالبية شيعية (ايران والعراق) وفيهما الحوزات والمرجعيات الدينية الرئيسة..(حوزتي النجف الأشرف وقم المقدّسة).واذا ما عدنا الى حقبة الاستشراق المكثفة لوجدناها قد بدأت بعد "ثورة التنباك" في ايران وتوسّعت بعد "ثورة العشرين" في العراق وكان المستشرق البريطاني "دوايت م.دونالدسون (Dwight M.Donaldson) اول المستشرقين المكلّفين من الادارة البريطانية بعنوان اكاديمي "اطروحة دكتوراة حول المذهب الشيعي وعقيدته وخصوصياته".. حيث تمكن من العيش لمدة ما يقارب ستة عشر عاما في مشهد الإمام الرضا (ع) وأنهى كتابة بحثه هذا هناك بحدود عام 1933م كما أرّخ ذلك في تصديره للكتاب وتمكن من دراسة مشهدالامام الرضا (ع) وحركة الزوار ومركزيةته الدينية والسياسية والاجتماعية وحتى الاقتصادية دراسة قريبة وأشمل من بقية المزارات ثم انتقل الى مدينة "كربلاء" لاستكمال ابحاثه.

صورة عن مقدمة كتاب "عقيدة الشيعة " للمستشرق دوايت.م.دونالدس
بريطانيا رائدة الاستشراق "التجسسي"الخاص بالشيعة.
اذا راجعنا اسماء المستشرقين الذين كتبوا عن المذهب الشيعي خصوصا لمعرفة عقيدته وماهيته وخصوصياته ، يمكننا تحديد الفترة الزمنية المكثفة التي تم فيها دراسة المذهب الشيعي؛ وهي الفترة التي اعقبت ثورة التنباك في ايران (عام 1891ميلادي) اواخر القرن التاسع عشر واستمرت في القرن العشرين بعد ثورة العشرين في العراق (1920م) والثورة الاسلامية في ايران عام (1979م)..وكان جوهر الاستشراق عملا مخابراتيا وتجسسيا وسياسيا لتحليل "العقل الديني الشيعي" لفك شيفرة الإسلام ومنظومته الفكرية بشكل عام، ولفهم موضوع الإمامة والمرجعية وارتباطهما بالامام الحسين(ع) والامام المهدي(عج) واتهم الدكتور "إدوارد سعيد"( المستشرقين الغربيين بتكريس جهودهم لخدمة الإمبراطوريات الاستعمارية وخلق صور وتعميمات سلبية عن الشرق، عملت على تسخيف صورة المشارقة، من خلال تكوين تهيؤات وتخيّلات إما استهزائية أو استصغارية عند عامة الغربيين عن الشعوب والثقافات الشرقية.) وقد تم تغيير اسم مكتب الاستشراق الى مكتب الدراسات الآسيوية والشرق أوسطية بعد كتاب ادوارد سعيد الذي اتهم فيه الاستشراق والمستشرقين بأنهم يعملون بالتجسس، هم جواسيس وليسوا اكاديميين وذلك لدفع الشبهة وتسهيل مهمة المستشرقين ومن خلال مراجعة استقرائية لأسماء واعمار المستشرقين نرى أبرزهم كالآتي:
- المستشرق البريطاني دوايت م.دونالدسون(Dwight M.Donaldson)( 1863-1943م )مؤلف كتاب "عقيدة الشيعة " والذي يتخذه اكثر المستشرقين والباحثين الغربيين مرجعا أساسيا لهم مع الإشارة ان المستشرق دونالدسون كان مبشراً وكان يعمل مع المبشر الأمريكي كانون سيل وصموئيل زويمر رئيس تحرير مجلة العالم الإسلامي.
- المستشرق الألماني ثيودور نولدكه بالألمانية ( Theodor Nöldeke)‏ ((1836-1930) ويعد كبير المستشرقين الألمان.حتى عصرنا الحاضر
- المستشرق البلجيكي هنري لامانس بالفرنسية) )(Henri Lammens) ) ولد في بلجيكا( 1862-1937) يسوعي بلجيكي ومستشرق. كونه من أشد المتحاملين على الإسلام حتى يُتهم كثيرا بالتزوير والتزييف، وبالذات في دراساته في السيرة النبوية والتاريخ الأموي ابتدع في كتابه «سورية» مصطلح سورية الكبرى كإقليم يقع ضمن حدود بطريركية أنطاكية. هذا المصطلح تم تسييسه من قبل أنطون سعادة (مؤسس الحزب القومي السوري الاجتماعي في لبنان) لبرنامجه السياسي.
- المستشرق الفرنسي لوي ماسينيون : L. Massignon هو أكبر مستشرقي فرنسا المعاصرين، ومستشار وزارة المستعمرات الفرنسية في شؤون شمال أفريقيا، والراعي الروحي للجمعيات التبشيرية الفرنسية في مصر. وخدم بالجيش الفرنسي خمس سنوات في الحرب العالمية الأولى.
- س. م. زويمر: S. M. Zweimer مستشرق مبشر، اشتهر بعدائه الشديد للإسلام،وهو مؤسس مجلة "العالم الإسلامي" الأمريكية التبشيرية.
- أ. ج فينسينك A. J. Wensink: عدو لدود للإسلام ونبيه، كان عضواً في المجمع اللغوي المصري ،ثم أخرج منه على أثر أزمة أثارها الدكتور الطبيب حسين الهواري مؤلف كتاب "المستشرقون والإسلام" صدر في سنة 1936 وحدث ذلك بعد أن نشر فينسينك رأيه في القرآن والرسول مدّعياً أن الرسول ألف القرآن من خلاصة الكتب الدينية والفلسفية التي سبقته، انظر د. س. مرجوليوث: D. S. Margoliouth إنجليزي متعصب ضد الإسلام من محرري "دائرة المعارف الإسلامية" كان عضواً في المجمع اللغوي المصري والمجمع العلمي في دمشق.
تنوّع اراء المستشرقين:

اختلفت آراء المستشرقين لناحية الدقة والصوابية والمصداقية حول الإسلام والشيعة خصوصاً، بالإضافة الى تنوّع المحاور التي عمل المستشرقون على دراستها ...فعلى مستوى الواقعية والانصاف فقد توزّع المستشرقون على ثلاثة مستويات:
- المستوى الأول : مستشرقون حاولوا البقاء في دائرة الدراسة العلمية والتاريخية الصحيحة (وفق ما وصلوا اليه من كتب ومخطوطات) وبقوا في دائرة الحياد العلمي ..غير المسيّس او غير التبشيري.
- المستوى الثاني: مستشرقون اتجهوا نحو الوسطية مع لمسات سياسية وتبشيرية ناعمة وخفيفة مع بعض السطحية باعتمادهم على آراء العامة غير المتخصصين .
- المستوى الثالث : مستشرقون موظفون لأداء مهمة سياسية وتبشيرية كانت مواقفهم سلبية وخاطئة وعدوانية على الشيعة وعلى الامام الحسين واهل البيت (ع)
اما لناحية الدراسات؛ يمكن جعلها في ثلاثة محاور:
- المحور الديني.
- المحور السياسي.
- المحور الأدبي والعاطفي.
الأفكار الخاطئة للمستشرقين عن الإسلام والشيعة:
اعتمد بعض المستشرقين ولأهداف تبشيرية وسياسية نشر أفكار مزورة وتشويهية للاسلام وعقيدة الشيعة ونشأتهم كمذهب و كعقيدة وفاق الآتي:
- اتهام الرسول الأكرم(صلعم) بصياغة وكتابة القرآن ونفي ان يكون القرآن كتابا سماويا تلقاه الرسول الأكرم بالوحي. ومن المستشرقين الذين قالوا بهذا الإتهام قول ماكدونالد(القرآن ليس من عند الله) وقال ويلز(محمد هو الذي صنع القرآن ) ويذكر "لوبون" (القرآن من عند محمد ومن تأليفه) ويشير "بروكلمان" إلى مسألة هي أن مصدر الوحي ناتج عن الأفكار التي كونها النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) زيادة على ما أستفاده في اليهودية والنصرانية، والتي كانت لهما الأهمية الكبرى في ولادة دينه الجديد، والمستشرق "نولدكه" الذي استعرض الشبهة أيضا، قائلاً: "بـأن المصدر الرئيس للوحي الذي نزل على النبي حرفيا، حسب إيمان المسلمين وحسب اعتقاد القرون الوسطى وبعض المعاصرين هو دون شك ما تحمله الكتابات اليهودية، وتعاليم محمد في جلها تنطوي في أقدم السور على ما يشير بلا لبس إلى مصدرها، لهذا لا لزوم للتحليل لنكشف إن أكثر قصص الأنبياء في القرآن، لا بل الكثير من التعاليم والفروض، هي ذات أصل يهودي"
- اتهام الشيعة بالإعتقاد ان الرسالة كانت للإمام علي (ع) لكنه أخطأ واعطاها لرسول الله (ص).
حيث اعتمد المستشرقون على اتهام ابن تيمية الذي قال واتهم اليهود والشيعة (الرافضة وفق توصيفه) بكره وبغض جبرائيل (ع) فقال (وَالْيَهُودُ تُبْغِضُ جِبْرِيلَ، وَيَقُولُونَ. هُوَ عَدُوُّنَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَكَذَلِكَ الرَّافِضَةُ، يَقُولُونَ: غَلِطَ [جِبْرِيلُ] بِالْوَحْيِ عَلَى مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وتقول الوهابية ان الشيعة تنهي صلاتها بلفظ "تاه الأمين" ثلاث مراتبديلاً عن التكبير "الله اكبر كما هي حقيقة الصلاة التي يؤديها المسلمون الشيعة .
- اتهام الشيعة بأن جذورهم فارسية.
- اتهام الشيعة بأن جذورهم العقدية هي يهودية او مسيحية او "يهودية-مسيحية مشتركة".
- اتهام الإيرانيين بإحياء ذكرى الامام الحسين (ع) لأسباب قومية (نسبة الى ان زوجته بنت ملك الفرس كسرى) وان ابنه الوحيد المتبقي "الامام زين العابدين" هو ثمرة هذا الزواج ورحم السلالة الامامية.
- اتهام المستشرقين للشيعة؛ أنهم يميلون الى منظومة "القطيع" لأن المستشرقين فهموا خطأ اللغة العربية وتفسير الحديث النبوي "كلكم راع وكل مسؤول عن رعيته..."بالإضافة الى تحليل خاطئ ومشبوه بأن الفرس كانوا رعايا تابعين وليسوا ملوكا...بينما العرب كانوا قادة وامراء وهذا مخالف للواقع التاريخي بشكل صارخ.
الإستشراق والافتراءات على الامام الحسين(ع) وعاشوراء.
نتيجة لغياب المراجع التاريخية الشيعية بسبب الحصار الذي مارسته السلطات الحاكمة من الأمويين والعباسيين والعثمانيين والمماليك واتلاف الكتب الدينية والتاريخية الشيعية وخوف انصار اهل البيت من العقاب من السلطات الحاكمة، فقد غابت الكتب الشيعية عن رفوف المكتبات او عن القراءة ( اذا وجدت) وانحصرت مراجع المستشرقين بكتب الأخوة " اهل السنة" وخاصة كتب "ابن تيمية" الناصبي والمعادي لأهل البيت جميعا ..بالاضافة إلى كتب مشابهة حتى قرأ المستشرقون تاريخ اهل البيت وموقعيتهم وسلوكهم من وجهة نظر مخالفيهم واعدائهم ويقول المستشرق البريطاني براون:" ما زلنا نفتقر إلى مؤلف شامل ومعتبر عن عقيدة الشيعة بأية لغة غربية" ولا بد من المبادرة لسد هذه الثغرة الخطيرة التي يتسلل منها المستشرقون لإيذاء المذهب والفكر الإسلامي الشيعي ؛ولا بد من البدء بتاسيس مراكز للترجمة بالإتجاهين :
- الأول :ترجمة الفكر والمفاهيم والتاريخ الشيعي الى اللغات الغربية الأساسية والى اكثر من لغة .
- الثاني: ترجمة ما يكتبه المستشرقون او الكتاب غير المسلمين للتمكن من الرد عليهم وتوضيح المغالطات والإفتراءات وتصحيح معلوماتهم الخاطئة او المنقوصة سواء بقصد او غير قصد .
ان غياب المراجع والترجمات الشيعية أوصلت بعض المستشرقين الى النتائج الخاطئة والمغلوطة مضافا اليها محاولات تغييب الفكر الثوري والاصلاحي لأهل البيت المتمثل بالفكر الشيعي ...للوصول الى استغلال الدين وسيلة بيد الحاكم التابع للمحتلين والمستعمرين خدمة لمصالح الغزاة؛ لذا تقدّم الحديث المنسوب للرسول الأكرم (اطع حاكمك ولو الهب ظهرك بالسياط) او حديث عدم جواز الخروج عن طاعة الحاكم الزاني كما قال الشيخ ابن عثيمين:”لو فرضنا أن الأمير فاجر وفاسق كل ليلة مع مومس -والعياذ بالله- فإن أهل السنة يرون الجهاد معه، ولا يعصون الله فيه” . مقابل قول الامام الحسين (ع) (ويزيد رجل فاسق شارب الخمر، قاتل النفس المحرمة، معلن بالفسق ومثلي لا يبايع مثله) ووفاقا للأحاديث التي اصطنعها الأمويون خدمة لتشريع سلوكياتهم واضفاء الشرعية على سلطتهم وانحرافاتهم ومعاصيهم ..فقد جنح المستشرقون الى اتهام الامام الحسين بالخروج على الحاكم الشرعي وتمرده ...وبالتالي وضعه في دائرة المتمردين على السلطة التي تحركت لقمع ثورته مما أعطاها الشرعية للقتل، وسلبت من الامام الحسين المظلومية او الحق بالخلافة وفاق اتفاق الامام الحسن مع معاوية (أبو يزيد)..مع ان الوقائع ترسم صورة مغايرة لما قاله المخالفون وتبناه المستشرقون ...فالمتمرد والانقلابي هو معاوية وابنه يزيد اللذان لم يلتزما بنود الصلح الموقع بين الامام الحسن_(ع) ومعاوية والذي يؤكد عودة السلطة والولاية الى الامام الحسين(ع) وليس إلى يزيدبن معاوية ...!
مقارنة السيد المسيح(ع) والامام الحسين(ع).
بادر بعض المستشرقين لاعلان مقاربة بين أسبوع الآلام للسيد المسيح(ع) ومظلوميته وتعذيبه وبين عشرية كربلاء(عاشوراء) وما تعرّض له الامام الحسين (ع) من حصار ومنع للماء والعطش كما عطش السيد المسيح مع بعض الفوارق والاختلافات الجوهرية على مستوى النتائج والمفاهيم والسلوكيات، فالسيد المسيح رفعه الله اليه بينما ذُبح الامام الحسين في كربلاء ويقول المستشرق الفرنسيّ لويس بيير : إنّ التراث الدينيّ المسيحيّ يرى في المسيح عليه السلام أنّه شخصٌ رفض الخضوع لكلّ السلطات السياسيّة، فانتهى الأمر به إلى حكمٍ غيرِ عادلٍ حيث تمّ تعذيبه ثمّ صَلبه، وجاء هذا ليؤكد أنّ ذلك الشخص الضعيف المغلوبَ على أمره -بنظر الناس- قد ساهم روحيًّا في نصرة الحقّ حسب منطقٍ تعدّىٰ حدود الفهم البشريّ، وقد حملت عذابات المسيح معاني عميقةً في الفداء، فإنّ المسيح إذ يتقبّل العذاب بصبرٍ ورحابة صدرٍ رغم براءته، ذلك لأنّه يحمل على كاهله ذنوب البشريّة وخطاياهم ليكفّرها منذ أن خلق الله آدم.. يبدو لنا بشكلٍ عام أنّنا نُخطئ خطًا كبيرًا حين نقارن بين إحياء الشيعة لمعاناة الحسين(ع) السلام وبين آلام المسيح (ع) عند النصارى؛ لأنّ هناك حتمًا نقاط اختلاف، فالشهادة في الوعي الإسلامي تحمل قيمةً عالية وهي تمحو ذنوب الشهيد وتمنحه ثوابًا أبديًا ومعاناة الحسين عليه السلام وقتله جعلت منه شهيدًا في علييّن وشفيعًا لأتباعه المخلصين ومن يحبّه ومن يتّبعه بشكلٍ خاص".
يقول البروفيسور مانيفن: ((إنّ لشهادة الحسين أهميّةً فلسفيّة تاريخيّة وحضاريّة كبرىٰ، فقد قرّر الحسين أن يموت حتّى يستطيع أن يدافع بموته عن حقوق الأمة المهدورة بأيدي بني أمية وإعادتها إلى مبادئ الدين... وبدم الحسين وصحبه دُفع الثمن لقاءَ حقوق الناس وحرّيتهم).
الاستشراق الخاص بالشيعة.
ان الهدف الأساس للمستشرقين؛هو فهم العقائد ومرتكزات الفكر الجمعي للجماعات والشعوب التي يريدون استعمارها لإكتشاف اسرارها وعقائدها ولتملك مفاتيح قيادتها دينيا واجتماعيا..ومن البوابات العقائدية والسياسية الاساسية في الإسلام؛ كانت بوابة الامام الحسين (ع) التي تشكل محورا رئيسا في صياغة وهيكلة الهوية الثقافية والسياسية والعاطفية والعسكرية للشيعة منذ حوالي 1400 عام ولا يزال الإمام الحسين مُلهما ثوريا في ساحات القتال او العمل الثوري في التاريخ الشيعي، فالثورات التي قام بها أنصاره واتباع اهل البيت(ع) كانت في اغلبها وبداياتها بعنوان (يالثارات الحسين) او التي لازالت (لبيك ياحسين)وتحوّلت "عاشوراء" لمدرسة فكرية وسياسية وثورية مستدامة لم يستطع الحكام ولا السلطات ولا الغزاة او المحتلّين تقييدها او تدجينها او سجنها او حتى تطويعها الا في بعض المشاريع الفكرية الحديثة والمعاصرة الضعيفة، بما يعرَف بالمدرسة العاشورائية الطقوسية غير الميدانية، والتي لا تريد عبور التاريخ بل الاستقرار في لحظة زمنية لا تريد مغادرتها ...ولذا لازالت دراسات المستشرقين تركز على الدور السياسي لعاشوراء وللامام الحسين ولمركزية "كربلاء" في الذاكرة والحياة الشيعية .
كربلاء واثرها على الهوية الشيعية .
يتميّز حضور الامام الحسين(ع) في الثقافة والذاكرة الشيعية ، بتعدد الأماكن المقدسة المنسوبة اليه او المرتبطة به على مستوى الجغرافيا الإسلامية بحواضرها الأساسية المركزية في ذلك العصر، وفي عصرنا الحاضر(العراق_ سوريا_مصر_فلسطين_لبنان) وارتفاع منسوبها العاطفي والسلوكي والأدبي وفاق الآتي :
- كربلاء (العراق): الضريح الحسيني وقبور الشهداء واولاد الامام الحسين وابا الفضل العباس ...والتل الزينبي والمخيم الحسيني .الذي توسّع لتصبح كربلاء المقدسة فضاء حاضنا وليس ميدانا مقدّسا فقط.

وفي هذا السياق، فقد اشارت احدى الدراسات الحديثة الصادرة عن(مركز الدراسات العربية والإسلامية ، كلية الآداب والعلوم الاجتماعية ، الجامعة الوطنية الأسترالية ، كانبرا2000) الى دور كربلاء المقدسة في تكوين الهوية الشيعية الجماعية حيث توضح هذه الدراسة ( كيف ترتبط الهوية الشيعية الجماعية بشكل ذاكري بالمساحات الموجهة لعاشوراء، بما يسمى "نموذج كربلاء" ، ويوضح كيف يساهم فضاء "تجمع عاشوراء" في إعادة إنتاج الهوية الشيعية الجماعية في كربلاء. ..ويحدّد الجوانب الإقليمية والطقوس الشيعية المقدسة ، ويتتبع الروابط المتكررة باستمرار بين مختلف الأماكن المقدسة ، والمساحات وأماكن الطقوس وكيفية قيام الموقع الثقافي لكربلاء بإعلام التمثيل" الأيديولوجي" للفضاء باعتباره تمثيلًا مقدسًا وتذكيرًا بتاريخ الشيعة وهويتهم وتراثهم وذاكرتهم وحجّهم
مدينة كربلاء ومركزية المشهد الحسيني-العباسي
غالبًا ما تنحصر الدراسات الغربية الخاصة بعاشوراء بالاحداث السياسية التي تتمحور حول الدولة، فإن المنظور الشيعي لاستشهاد الإمام الحسين في كربلاء لم تتم دراسته بشكل كافٍ وغالبًا ما يتم تصويره بمصطلحات سياسية ضيقة وثنائية. من بين الدراسات الغربية الأولى للعلاقة بين الهوية الشيعية الجماعية وكربلاء دراسة مايكل فيشر لنموذج كربلاء القائم على أسس ثقافية ، والذي قدم أهمية الاتصالات المترابطة والفضاء وتقدم ملاحظات فيشر المستنبطة في كربلاء لمحة عن كيفية تعزيز الأماكن المقدسة والطقوس الجماعية والفردية والقيمة الإدراكية لعاشوراء "لتعيد" إنتاج الهوية الشيعية الجماعية.
يُظهر الموقع الثقافي الشيعي الغني لكربلاء التمثيل الأيديولوجي للفضاء. نظرًا لأن الفضاء مستوحى تاريخيًا من الذاكرة، والأسطورة، والحج، والطقوس، والثقافة ، فإن كربلاء مبنية من الناحية الثقافيًة من الوعي الجماعي الشيعي الروحاني من خلال التجربة الفردية. بينما يمكن بناء مدينة كربلاء كمدينة ، إلا أنها تعتبر في التراث الثقافي الشيعي تمثيلًا مكانيًا مقدسًا وتذكيرًا بالهوية والتراث الثقافي والحج.
عادة ما يتم دراسة النسيج الاجتماعي او المديني والحضري للمدن، لكن في كربلاء يتم دراسة(النسيج الأيديولوجي) ووفاق فيشر (. إن النسيج الأيديولوجي لمشهد كربلاء الثقافي يعيد إنتاج القيم والتقاليد الدينية ويلهم الروحانية البشرية الفردية والخبرة)
إذن ، هناك ثلاثة أجزاء لمفهوم هذا النموذج:
(أ‌) قصة قابلة للتوسيع لتشمل التاريخ وعلم الكونيات ومشاكل الحياة .
(ب‌) تباين في الخلفية؛ يتم على أساسه إعطاء القصة قيمة إدراكية متزايدة .
(ت‌) دراما طقسية أو جسدية لتجسيد القصة والحفاظ على مستويات عالية من الاستثمار العاطفي.من طقوس العبادة اليومية (الصلاة ، قواعد الطهارة ، القواعد الغذائية) ؛ الحج إلى قبور-الامام- علي في النجف ، و- الامام- الحسين في كربلاء ، والأئمة الآخرون والحج. المواعظ الحداد (التعزية) ومسرحيات العاطفة في محرم (التشابيه).، وكذلك الحج إلى قبور الإمام علي والحسين وغيرهما من الأئمة.

مسرحية عاشوراء
دور المستشرقين في دراسة مؤثرات ودور المقامات الحسينية.
منذ بدء المواجهة بين الإسلام الإنكليزي (الوهابية) والإسلام القرآني المقاوم للغزاة والمستعمرين وبعد دراسة الفكر الديني والسلوكيات والعواطف للجماعة الشيعة استنتج المستعمرون ان المقامات (الأضرحة)) المقدسة عند الشيعة للأئمة (ع) تشكل مدارس تعبوية عقدية وثوروية وترفع منسوب الرفض السياسي وفاق المنظومة الحسينية التي لا تختبىء وراء قلة العدد والعدة للتراجع او الاستسلام وتأسيسها لمنظومة (الاستشهاد الطوعي والاختياري) في سبيل الله سبحانه ..فخططوا لتدميرها وازالتها كمواقع تعبوية وثكنات عقائدية دينية يتخرج منعا المجاهدون فبادروا عبر ادواتهم الى تدميرها وغزوها واحراقها وفاق استطاعتهم وبادر البعض منهم الى المطالبة بدراسة التأثير بدلا من الفعالية السياسية لكربلاء وفق ماقلت الباحثة الأميركية د.ايديث سزانتو حيث تقول الدكتورة ايديث سزانتو من جامعة الباما الأميركية وجوب دراسة التأثير للمقامات الشيعية المقدسة وكما يكشف مجمع عاشوراء عن تصنيف أعمق للطقوس الحسينية ويقدم أيضًا متغير مساحات عاشوراء لأي "نموذج" قد يسعى علماء الاجتماع إلى فرضه على موضوع "كربلاء" في الإسلام الشيعي. يستلزم أي "نموذج" لكربلاء الاختلاف التفسيري الذي قدمته حيث توضح الدكتورة " سزانتو"( أن المقاربات السليمة للاختلاف في التفسير موجودة داخل الرمزية والممارسات والطقوس والأماكن الشيعية ، بدلاً من التركيبات النظرية الأوروبية. تخلص إلى أنه "بدلاً من التركيز على النتائج السياسية ، من الأفضل من الناحية التحليلية إيلاء اهتمام أكبر للتأثير ، حيث يمكن أن يساعدنا في إعادة التفكير في النمط" الثوروي "لنموذج كربلاء بشكل أوسع" (ص 88). لذلك تسعى هذه الدراسة إلى معالجة هذه الفجوة من خلال التأسيس والتركيز على متغيرات المكان ،واستنساخ جغرافيات المعرفة من خلال الهوية الشيعية الجماعية في كربلاء.
. من خلال ملاحظات العمل الميداني للسيدة زينب ، المدينة المقدسة الشيعية المقدسة على بعد 10 كيلومترات جنوب دمشق ، وتؤكد الدكتورة "سزانتو" ) أن "التركيز التحليلي على التأثير ، بدلاً من الفعالية السياسية ، يسمح للعلماء بإعادة التفكير في كل من" الثورة "و" الخلاص "باستخدام فيما يتعلق بالشيء الإثني عشري المعاصر "(ص 79). علاوة على ذلك ، تجد الدكتورة "سزانتو"، في كلماتها ، "اختلافات تفسيرية" فيما يتعلق بنموذج كربلاء من خلال التركيز على الرموز والخطابات والطقوس الموجهة لعاشوراء باعتبارها "أنماط تأثير" عرضية وغير قابلة للتجزئة خلال مواكب عزاء محرم حيث تركز"سزانتو" هذه الدراسة على الأماكن المقدسة وأماكن الهوية الجماعية على تركيز سزانتو على التأثير والطقوس ومعارضة "النماذج" السياسية والثنائية لكربلاء.)
وبناء على هذه الدراسات الاستشراقية الغربية المتنوعة والعميقة فقد تم إعطاء الأوامر بهدم هذه الأضرحة المقدسة لكن بأيد إسلامية حتى لا يتم تحشيد المسلمين بمواجهة الصليبية الجديدة وفاق الآتي:
- تدمير اضرحة الأئمة في البقيع عام 1806 في المرة الأولى ثم اعيد بناؤها ودمرت ثانية في العام 1925 لأسباب سياسية بشعار ديني مخادع، ويقول عالم الدراسات الإسلامية "عديل محمدي:" فإن تدمير الوهابيين للبقيع كان له جذور سياسية أيضًا. زعيم الجالية المسلمة هو المسؤول عن فرض الخير وحظر الخطأ )المر بالمعروف والنهي عن المنكر " ولا يمكنه الوفاء بهذه المسؤولية إلا من خلال امتلاكه السلطة السياسية. كان تدمير الوهابيين عملاً سياسياً لإنشاء سلطة النجدي في الحجاز، وكان يتألف من المرجع الديني لنجد والعلماء الوهابيين والسلطة السياسية للعائلة السعودية. يقول محمدي إنه بسبب التدمير، «سعت السلطات السعودية إلى بث سلطتها السياسية المكتسبة حديثًا. » وقد اقترح أن تبجيل الأضرحة الإسلامية يمثل الرغبة في اتباع نهج لاهوتي موحد تجاه الله، ونهج سياسي للأرض. كما ترى الوهابية أن تدمير الموقع له ما يبرره على المبادئ اللاهوتية والسياسية وفاقًا لمحمدي، يمكن تنفيذ التدمير بغرض الإشارة إلى النصر على الشيعة، لأن البقيع هو مكان دفن عدد من أئمة الشيعة وأهل بيت رسول اللهى (صلعم)

جنة البقيع قبل الهدم (1910) أول ضريح لمقبرة أئمة البقيع قبل الهدم.

البقيع الجديدة بعد تدمير الأضرحة
غزو كربلاء واحراق العتبة الحسينية ونهبها:
قام الوهابيون بغزو النجف الاشرف وكربلاء المقدسة في العام 1802 ميلادي ويقول الباحث رايمون في تقرير له حول فاجعة كربلاء( كان من المعروف أنه تجمعت في مدينة كربلاء ثروات لا تعد ولا تحصى وربما لا يوجد لها مثيل في كنوز الشاه الفارسي، كانت تتوارد على ضريح الإمام الحسين طوال عدة قرون هدايا من الفضة والذهب والأحجار الكريمة وعدد كبير من التحف النادرة، وكان الجميع يعرفون أن نادر شاه قد نقل إلى ضريح الإمام الحسين وضريح الإمام علي قسما كبيرا من الغنائم الوافرة التي جلبها من حملته على الهند وقدم معه ثروته الشخصية وهاهي الثروات الهائلة التي تجمعت في الضريح الأول تثير شهية الوهابيين وجشعهم منذ أمد طويل
اعتاد بعض المستشرقين الروس وبعض المستشرقين الاوربيين على اعتبار مارس 1801 تاريخا لتدمير كربلاء،. لكن يری المؤرخون العرب، ومعهم بعض الأوروبيين فيلبي، تاريخ سقوط كربلاء في مارس وأبريل 1802م، بناء على مصنف "ابن بشىر.
داعش وتهديد النجف وكربلاء.
أعلنت داعش ان اول أهدافها في العراق، هو غزو النجف الاشرف وكربلاء المقدسة لتدمير الاضرحة والمقامات المقدسة وكذلك العتبة الكاظمية والعسكريين، واعلنت بلسان ناطقها الإعلامي المدعو أبو محمد العدناني وبعد البيان الاول للتنظيم في الموصل، والذي اذاعه عبر شبكة الانترنت المتحدث باسم التنظيم ابو محمد العدناني الشامي وقال فيه: " ان المعركة ستحسم في مدينتي النجف "الاشرك" وكربلاء "المنجسة" (ان عناصر التنظيم سينقلون الحرب الى كربلاء الأنجس والنجف الاشرك لهدم القبور والأضرجة ومظاهر الشرك -وفق توصيفه) وكان هذا التهديد الذي يمكن تنفيذه بسبب غياب القوة العسكرية المواجهة بعد حل الجيش العراقي من قبل الاميركيين ودعم المخابرات السعودية للتنظيم مما استدعى اصدار المرجعية الرشيدة لفتوى الجهاد الكفائي .وتاسيس الحشد الشعبي ..
ولأن تنظيم داعش من صناعة المخابرات الأميركية والبريطانية بالتعاون مع المخابرات الغربية المتعددة الجنسيات وبعض المخابرات الغربية، وبناء للدراسات الغربية التي تعرّفت على الكنز السري للشيعة ودور المقامات في مواقفهم السياسية والعسكرية كان لا بد من البدء بهدم الذخيرة العقدية والعاطفية للشيعة .وكانت الجماعات التكفيرية استطاعت تدمير اضرحة( الامامين العسكريين في سامراء -العراق) .بواسطة عبوات ناسفة عام 2006 لاشعال الفتنة الطائفية في العراق وقد نجحت جزئياً..
ضريح الامامين العسكريين بعد تفجيره..
داعش ومقام السيدة زينب(سترحلين...)
مع بدء المعارك والحرب على سوريا كتبت الجماعة التكفيرية على جدران مقام السيدة زينب(ع) في دمشق (سترحلين.كما سيرحل النظام) وسقطت كل المناطق المحيطة بمقام السيدة زينب ومعظم دمشق وبات المسلحون على بعد امتار عن اسوارها من كل الجهات ...وتفانى المجاهدون من لبنان وايران وسوريا والعراق وأفغانستان وغيرهم للدفاع عن المقام .ولم يستطع التكفيريون من احتلاله او تفجيره ومنه توسعت جغرافيا الصمود وتمت عملية استعادة دمشق ..فكان المقام وتدا ومتراسا عقديا وميدانيا لمنع سقوط سوريا وهنا لا بد من لفت الانتباه إلى دور المستشرقين المكلّفين من أجهزة المخابرات فهم مرتكزات الفكر الشيعي ورمزية الاضرحة والمقامات المقدّسة قبل البدء بمشروعهم السياسي والعسكري وفي هذا السياق وصلت الى دمشق عام 2004 الباحثة الأميركية الدكتورة (اديث سزانتو) l[gm(edith-szanto)من جامعة "الباما" بصفة طالب زائر في جامعة دمشق فرع الفلسفة والإلهيات..حيث عملت بستار التحضير لرسالة الدكتوراة والتي ناقشتها في العام 2012 أي بعد بدء الحرب على سوريا بعام واحد وكان عنوان الأطروحة "التقاليد العدوانية للشيعة الإثنا عشرية في سوريا الحديثة". يركز الكتاب على نماذج التعليم الإثني عشرية الشيعية ، والطقوس التذكارية ، ومفاوضات الهويات الطائفية في مرقد السيدة زينب وفي المعاهد الدينية المحيطة بالضريح.
الامام الحسين وتعدد الفضاء المقدّس.
قال الله سبحانه وتعالى (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) لقد أراد القاتل يزيد بن معاوية ترهيب الناس بقتل الامام الحسين(ع) واصحابه.فأمر بقطع الرؤوس ونقلها الى الشام على ان تسير القافلة بطريق آهل بالسكان ويطوف المدن والقرى لبث الخوف وإعلان الانتصار وتهديد أي معارض لحكمه بأن مصيره القتل والسبي(السبى الأول لنساء مسلمات) لكن مشيئة الله سبحانه بحفظ الذكر ونصرة اوليائه الصالحين عكست الرغبة اليزيدة وحوّلت مشروعه الشيطاني الى مشروع الهي مستدام فتحوّلت "محطات الترهيب اليزيدي" الى مزارات وبيوت يُرفع فيها ذكر الله سبحانه( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ) وتستدرج اللعنات الدائمة على القاتل يزيد ومن شاركه ومن قبل بجريمته وتوسّعت ساحة القتل والذبح من بقعة مجهولة "كربلاء" في صحراء واسعة الى ساحات على مستوى العالم، ولازالت تنبض بالحياة والذكر الإلهي كأمكنة حسينية مقدسة وأماكن رديفة او متعلّقة بها ومن اشهر هذه المزارات والمقامات المقدسة :
1) العراق (قبر الامام الحسين وأولادهواب و الفضل العباس واصحابه(كربلاء)
2) سوريا رأس الامام الحسين (دمشق)
3) سوريا مسجد النقطة(حلب)
4) مصر(راس الامام الحسين.(القاهرة)
5) فلسطين "مشهد الراس الحسيني" (عسقلان)
6) لبنان (مسجد راس الحسين(بعلبك)
7) سوريا مقام السيدة زينب(دمشق)
8) سوريا "مقام السيدة زينب احت الحسين"دمشق.
9) سوريا "قبر السيدة رقية بنت الحسين"دمشق".
10) لبنان السيدة خولة بنت الامام الحسين (بعلبك)

1 ) العراق (كربلاء)
تضم كربلاء الجثامين المطهرة للامام الحسين (ع) وابي الفضل العباس وعلي الأكبر وشهداء كربلاء جميعا ..وفيها ميدان المعركة وكل مفردات واقعة عاشوراء من التل الزينبي والمخيم الحسيني وميدان المعركة والعلقمي ..و..هي الرحم المقدّس للفضاءات المقدسة عند المسلمين الشيعة والحاضنة لدموعهم ومسيراتهم وافكارهم وعاطفتهم .وكعبتهم السياسية والولائية والعقائدية ..والنبع المستدام للبيعة المستدامة حتى ظهور الامام الحجة (عج)

بالإضافة الى تأثيرها الإعلامي كظاهرة تستوعب ما يعرف بمسيرة الأربعين (المشاية) والتي تحولت الى ظاهرة عالمية سنوية وفرضت نفسها على الرأي العام كنقطة جذب واعجاب استثنائي على مستوى الكرم والضيافة والتنظيم الذاتي التطوعي "غير الرسمي" والتنوع على مستوى المشاركين والأعمار وانسيابيتها كمسيرة تمتد بين مدينتي النجف الأشرف وكربلاء المقدسة والتي افرزت منشآت وفضاءات معمارية داخلية وخارجية على طول الطريق الذي يمتد على مسافة 80 كلم .والتي ادرجتها "اليونيسكو" منذ العام 2019 م في قائمة التراث الإنساني العالمي


2) سوريا رأس الامام الحسين (دمشق) .
في حرم المسجد الأموي في دمشق يوجد جناح خاص يعرف بمقام رأس الحسين حيث تقول الروايات التاريخية ان يزيد بن معاوية وبعد وصول السبايا من كربلاء مع رؤس الشهداء وفي مقدمتهم رأس الامام الحسين(ع) رفض ارجاع الرأس لدفنه مع الجسد المطهر وتم دفنه في هذا المكان والذي تضاربت الروايات حول بقائه او نقله الى فلسطين ثم الى القاهرة حيث بنى مسجد الامام الحسين الذي لايزال قائما حتى الآن .ورمزية مشهد الرأس في داخل حرم المسجد الأموي حيث يزوره المسلمون ويتباركون بقدسيته ويحيون ذكرى الامام الحسين في الوقت الذي لا يعرف الناس "قبري معاوية ويزيد، ولازوار يعودون قبور بني أمية عادة..فالأمير القاتل صار مجهولا منفيا ..والامام المقتول الشهيد ...حيّاً وصار مكان راسه مزارا .. .
مقام راس الامام الحسين ( ع ) في الجامع الاموي *سوريا
3) - سوريا مسجد النقطة(حلب).

صورة مدخل مسجد النقطة. مسجد النقطة. بعد اعماره.

4) - مصر " القاهرة"(مسجد الامام الحسين)(ع) .
يعتقد المصريون ان رأس الامام الحسين قد دُفن في القاهرة بعد نقله من "عسقلان"في فلسطين.بأمر من الخليفة الفاطمي فقد عثر الباحثون بالمتحف البريطاني بلندن من سنوات على نسخة خطية محفوظة من «تاريخ آمد» لابن الأورق (المتوفى عام 572هـ)، وهي مكتوبة عام 560هـ؛ أي قبل وفاة المؤرخ باثنتي عشرة سنة، ومسجلة بالمتحف المذكور تحت رقم (5803 شرقيات)، وقد أثبت صاحب هذا التاريخ بالطريق اليقيني أنَّ رأس الامام الحسين قد نقل من عسقلان إلى مصر (عام 549هـ)؛ أي في عهد المؤرخ وتحت سمعه وبصره وبوجوده ومشاركته، ضمن جمهور مصر العظيم في استقبال الرأس الشريف.
وبعد انتصار ثورة الضباط الأحرار في مصر عام 1952 امر الرئيس جمال عبد الناصر بتوسعة مسجد الامام الحسين الذي كان يزوره باستمرار ويصطحب اليه كل زواره من الملوك والرؤساء ومنهم الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود والرئيس العراقي عبد السلام عارف والرئيس السوري شكري القوتلي .. ..وبعد سنتين امر بتوسعة مسجد السيدة زينيب (ع) ..مع الإشارة ان عودة الرئيس عبد الناصر الى الحكم بعد هزيمة 1967 وتنحيه عن الحكم كانت في مسجد الامام الحسين حيث جاء لزيارته والصلاة فيه فاحتشدت الجماهير حوله وخطب شيخ الأزهر مطالبا عبد الناصر بالعودة ..وهذا ما حصل فعلا..وهذا من "المؤثرات" للفضاء الحسيني المقدس ..بينما لم يزر الرئيس الأخواني "محمد مرسي" مسجد الامام الحسين خوفا من السلفيين وزار مسجد السيدة زينب.

مسجد الامام الحسين في القاهرة .
مشهد رأس الحسين في عسقلان(فلسطين).
تؤكد الروايات والوقائع التاريخية إضافة إلى بعض الخرائط والصور والمقالات الصحفية وجود مبنى مشاد في "عسقلا ن" في فلسطين المحتلة باسم (مشهد رأس الحسين) حيث تنقل الروايات ان العباسيين نقلوا (الرأس المطهر ) من الشام حتى لا يعبث به الأمويون ولا يتخذه الشيعة الموالون مزاراً يكون انطلاقا لثورة ضد العباسيين ووضعوه في "عسقلان" احدى مدن المواجهة مع البيزنطيين لاضفاء القداسة على الجغرافيا مما يثير حماسة الجنود المقاتلين للدفاع عن الدين ورموزه وخاصة سبط رسول الله- الامام الحسين- .

صورة رقم 5... قسم مسح خريطة غرب فلسطين _ الصحيفة التاسعة عشر (1880): عسقلان القديمة ومشهد سيدنا الحسين
اهالي غزه يحتفلون في مقام الحسين في "جورة عسقلان" في 22 ابريل عام 1943
لبنان(بعلبك) مسجد رأس الحسين ومقام السيدة خولة .
تحتضن مدينة بعلبك في لبنان اثرين حسينيين :
- أولهما : "مسجد رأس الحسبن) بالقرب من "برك رأس العين" في المدينة" حيث استراحت قافلة سبايا وتوقف الجند عند نبع الماء .
مسجد رأس الحسين في بعلبك(لبنان)
- ثانيهما :مقام السيدة خولة عند مدخل المدينة يُنسب للسيدة "خولة بنت الحسين" وهي طفلة توفيت على في الطريق الى الشام نتيجة التعب والعطش والخوف والحزن ...وقد تم تجديد مقامها القديم بتشييد مقام كبير في العقد الأخير .

رسم لمرقد خولة وتظهر الهياكل الرومانية للفنان روبرت وود 1170 هجري






خلاصة.
ان الاستشراق وتحت عنوانه الإيجابي المعرفي ، حاول ان يفك بعض رموز الشيفرة العقائدية والفكرية للمسلمين واكتشاف نقاط القوة ونقاط الضعف ،لإستحداث ثغرات في السور العقائدي والأخلاقي والسياسي للاسلام .لتنفيذ مخططه الاستعماري وقد استفاد من القصور والتقصير عند المسلمين وخاصة عند المسلمين الشيعة لأسباب مختلفة ،حيث أظهر للغرب وللعالم الصورة التي رسمها عن الإسلام والمسلمين والتي تخدم مشروعه السياسي.
جذب الامام الحسين(ع) وعاشوراء انتباه السلطات الاستعمارية فكلّفت بعض ضباطها وبعض الأكاديميين لدراسة عاشوراء ورموزها ومفاهيمها والمقامات والمشاهد المقدسة والتي تشكل للمسلمين الشيعة مدرسة تعبوية على مستوى العقيدة والسياسة ومقاومة الظلم وحافزاً للثورة والاستشهاد وفاق المفهوم الحسيني .."النصر..المستدام..مقابل النصر اللحظوي" بالإضافة الى دور عاشوراء في تشكيل الهوية الدينية والثقافية للشيعة عبر دراسة المؤثرات والعلاقة العاطفية الدورية والمستدامة نحو الامام الحسين(ع) عند الشيعة .للتمكن من اختراقها او تدجينها او تلقيحها بجرعات تحرف المسيرة الحسينية عن دورها وهدفها وتوجيهها نحو الطقوسية البكائية وابعادها عن الميدان السياسي والفكري لكن الله سبحانه وتعالى وعد عباده المؤمنين بحفظ هذا الإسلام وذكره ونوره (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) والامام الحسين(ع) من الأنوار الإلهية .. لأنه من رسول الله الأكرم(ص) الذي يقول(حسين مني وانا من حسين) وختاما نثق بالله سبحانه وان أعداء الله هم الخاسرون مهما مكروا وخادعوا وبـأي لغة او أسلوب او غواية (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)
والحمد لله رب العالمين
أ.د.نسيب محمد حطيط

مقالات ذات علاقة


الحرب وفق الحكم والمبادئ الشرعية نسيب حطيط #يتمايز اصحاب الراي الديني #الديني مع أصحاب الرأي...


الإمام الحسين وأهل بيته واصحابه في نظر المستشرقين نسيب حطيط بحث مقدم الى مؤسسة وارث الأنبياء...


الخمس ودوره الديني والاجتماعي نسيب حطيط #الخمس..#ودوره_الديني_والاجتماعي.. يتمايز الشيعة ان بقية...

الاكثر قراءة


الشيخ البهائي وإنجازاته الهندسية د.نسيب حطيط ندوة في مؤتمر الشيخ البهائي الدولي في بيروت الذي أقامته جمعية الإمام...




Home / Op-Edge / Americans ‘have made up a new Islam’ Nadezhda Kevorkova is a war correspondent who has covered...




لبنـان الشعــب يـريــد(بنــاء)النظــام د.نسيب حطيط خلافا للثورات والانتفاضات العربية التي تتوحد حول شعار اسقاط...




محاضرة عاشوراء واثرهــــــــا على الفـــن التشكيـــــــلي ...




اعتبر فوز «8 آذار» محسوما في الانتخابات البرلمانية اللبنانية حطيط: الثغرة الأخطر استرخاء ماكينة المعارضة...


 

ص.ب: لبنان - بيروت - 5920/14        ت: 714088 3 961+   -   885256 3 961+        بريد الكتروني: dr.nahoteit@alnnasib.com

جمبع الحقوق محفوظة لمركز النّســــيب للدّراسات.        التّعليق على مسؤوليّة كاتبه.      dmachine.net logo Powered by